القوماني للصباح: لم أستقل من حركة النهضة..الأغبياء فقط يظلون على متن سفينة غارقة.
حوار جريدة الصباح
خليل الحناشي 06 أفريل 2023
القوماني للصباح: لم أستقل من حركة النهضة..
الأغبياء فقط يظلون على متن سفينة غارقة.
بمجرد تداول تدوينة سارعت القراءات بالتحليل في البحث عن أسباب “خروج واستقالة” القيادي محمد القوماني من حركة النهضة.
اختلاف التحاليل تراوحت بين من ربطها بموضوع الهروب الكبير من النهضة في ظل ما تتعرض له من تتبعات قانونية كثيرا ما وصفها الحزب “بالمفبركة وغير الجدية”.
وربطت أخرى الانسحاب والاستقالة باستعدادات النهضة لمؤتمرها القادم واحتمالية فقدان القوماني لموقعه داخل حزب مونليزير.
اما أكثر التحاليل تلك التي اعتبرت خبر الاستقالة هو استجابة لمقترح تقدم به نوفل سعيد للقوماني في إطار صفقة بين الرجلين.
بيد أن كل هذه الآراء سرعان ما زالت بمجرد نفي القوماني لخبر استقالته الذي تحول إلى موضوعةللمتابعة الإعلامية . وفي هذا الإطار حاورت الصباح محمد القوماني.
***
*بداية ما حقيقة الاستقالة التي تم تداولها بشأن انسحابك من حركة النهضة في ظل وجود روايتين متناقضتين و أي من الروايتين أصدق؟
لم أستقل من حركة النهضة ولا من قيادتها. وإذا لزم ذلك في أي لحظة سأعبر عنه بوضوح كاف لا يحتاج إلى روايات متناقضة.
والتدوينة التي نشرتها صباح أمس الأربعاء 05 أفريل 2023 خاطبت من خلالها عموم الإعلاميين ومن خلالهم كل من يهمه الأمر، لأٌخرج للعلن تبايني الآخذ في الاتساع منذ مدة مع التمشي السياسي السائد في قيادة الحزب، سواء في معالجة الأوضاع الوطنية أو الاستحقاقات الداخلية للحزب. بما يجعل من المتعذّر عليّ المشاركة الإعلامية مستقبلا بصفتي الحزبية كقيادي بالنهضة.
وقد نشرت تدوينات سابقة ومقالات حول ما حصل في 25 جويلة 21 أسبابا ورسائل وبداية لمرحلة جديدة. زادت معها للأسف الأوضاع تأزما وتعمق خلالها الانقسام وضاعت معها الأولويات الاقتصادية والاجتماعية لعموم الشعب لدى السلطة والمعارضة أيضا.
وبات الوضع موشكا على انهيار سيخسر معه الجميع ويستوجب توجهات شجاعة لا تتناسب مع منطق التنافي والمواجهة وأزمة ثقة الكل في الكل.
*هل يحصل ذلك داخل المعارضة أيضا؟
لا يغيب عنا أيضا مأزق المعارضة وضعفها وتشتتها والعزوف الواسع للمواطنين عن السياسة.
وكل هذا يثير اختلافات في فهم ما حصل وفي تحديد الأخطاء والمسؤوليات وفي المقترحات للخروج من الأزمة المركبة والمتراكمة والمعقدة.
هذا إضافة إلى التباينات حول المؤتر 11 واستحقاقاته التنظيمية والسياسية في النقد الذاتي والمراجعات والتجديد القيادي وتجديد العرض السياسي، وموعد المؤتمر المؤجل أكثر من مرة ورهاناته والاستعداد له.
*بنفيك الاستقالة هل تعتبرون أن انتشار خبر خروجكم من الحزب في علاقة بالمؤتمر القادم بمعنى أنك تضغط بالاستقالة لتحسين شروط التفاوض؟
حقيقة ليست لي رهانات شخصية في التموقع ولست جزءا من التجاذبات التنظيمية السابقة لانضمامي لحركة النهضة نهاية 2016. ولست طرفا في أية مفاوضات.
وتعنيني أساسا المضامين التجديدية للحزب بعد 50 سنة من تأسيسه وبعد مشاركته في عشرية حكم لم تكن مرضية.
وأنا عموما أدافع عن التجديد الجيلي للطبقة السياسية عموما ولا أستثني نفسي بعد أن صرت متقاعدا.
*ما ردّكم على من اعتبر تدوينتكم قبل الأخير بداية الهروب من سفينة النهضة؟
عادة ما يستعمل البعض عبارة القفز من السفينة الغارقة لمهاجمة الاستقالات وتبخيس أصحابها. وهذه مناسبة لأقول بأن الأغبياء فقط يظلون على متن السفينة حتى تغرق إذا كان بوسعهم القفز منها للنجاة.
وفي مثال الحال لا أقدر بأن سفينة النهضة تغرق، بل أدعو وكثيرون معي إلى تحصين السفينة وتوفير شروط عبورها بسلام. ونقدم اقتراحات لا يقوى عليها أصحاب الشعارات الفارغة.
*هل تعتقدون أن خبر الاستقالة نقل حرفيا أزمة اتصالية داخل الحزب أم هو مجرد أدات الإرباك السياسي ؟
إشاعة خبر الاستقالة من بعض المواقع الإعلامية، فيه تعسف واضح على نص التدوينة وتعبير عن رغبات ومشاعر غير ودية تجاه النهضة. وقد سارعت محطات إعلامية مهمة مشكورة إلى التوضيح ونفي الاستقالة.
*كيف تقيمون ٱداء الحركة في ظل هذا الوضع السياسي الراهن وهل فقد الحزب زخمه السياسي ؟
حزب النهضة كسب من تجربة الحكم وتضرر منها أيضا. وتم الاشتغال على شيطنته أيضا وتم الاستثمار بعد 25 جويلية في موجة الغضب ضده ومحاولة فسخه من المشهد.
لكن النهضة بتاريخها ووجودها الشعبي وخبراتها أبانت على أنها رقم سياسي مهم ولعبت دورا مهما في الدفاع عن مكاسب الثورة في الحرية والديمقراطية وساهمت في تأثيث التحركات الهامة ضد الانقلاب. لكنها لم تشتغل بما يكفي على ترميم صورتها وكسب الناخبين مجددا بعد غضبهم الواضح عليها ولم تٌقنع في الاعتراف بحجم مسؤولياتها في ما آلت إليه الأوضاع وبنقدها الذاتي وفي إعادة بناء الثقة مع بقية الشركاء السياسيين حتى ننجح في استئناف المسار الديمقراطي.
ومحاور الخلاف الأساسية التي قد أعود إلى تفصيلها في مناسبات قادمة تتعلق بالأداء غير المرضي عموما في الحكم وفي فهم ما حصل يوم 25 وفي معارضة مساره وفي عقد المؤتمر الوطني 11 لضبط توجهات تجديدية جذرية لا غنى عنها للاستمرار الفاعل في المشهد السياسي.