الافتتاح والحضور وخطابي الغنوشي والسبسي كرّسا التقارب والمصالحة بين الاسلاميين والدستوريين
تونس في 21 ماي 2016
الشاهد:_قال المحلل السياسي محمد القوماني في تعليقه على فعاليات المؤتمر العاشر لحركة النهضة الذي تم افتتاحه امس الجمعة ويتواصل على امتداد يومي 22 و22 ماي 2016، أن حضور رئيس الجمهورية خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حركة النهضة بصفته ضيف، وأن أهم ما شد انتباهه في هذا الافتتاح هو تكريس العمل للتقارب الحاصل بين حركة النهضة كتعبيرة اسلامية والعائلة الدستورية من خلال نداء تونس ومن خلال قيادات ورجال دولة ينتمون الى التجمع الدستوري الديمقراطي. واعتبر القوماني في تصريح لموقع الشاهد، ان نوعية الضيوف أكدت هذا التقارب، خاصة وأن الصفوف الأمامية تضمنت قيادات لحركة النهضة الى جانبها شخصيات مثل الهادي البكوش وأحمد فريعة وعبد الرحيم الزواري وحافظ قايد السبسي، قائلا ان الحضور فيه استجابة لدعوة حركة النهضة ولكن ايضا استقبال النهضة لضيوفها يدل على تجسير العلاقة بين الطرفين قبل الثورة وفي الفترة الاولى بعد الثورة، وان حركة النهضة نجحت في تبليغ رسالة مهمة من خلال الجلسة الاستعراضية في الافتتاح بما في ذلك اظهار عناصر قوتها وشعبيتها، لكن الجلسة لم تعكس بصورة واضحة محتويات اللوائح المعروضة على المؤتمر، وهذا ما سيظهر مصيره بعد الاختتام، وفق قوله. واشار المحلل السياسي محمد القوماني الى ان خطابي رئيس الدولة الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي دعّما هذا التوجه، حين شهد الرئيس الباجي قائد السبسي بأن حركة النهضة قد تطورت بقيادة رئيسها راشد الغنوشي، واصبحت حزبا وطنيا تونسيا قلبا وقالبا، وفق قوله، معتبرا ان هذه الشهادة من رئيس الدولة تفيد حركة النهضة في تسويق صورتها السياسية الجديدة، وهي ايضا استمرار لما صرح به الباجي قائد السبسي عندما كان رئيسا للحكومة بعد الثورة واكد بان حركة النهضة اختارت ان تكون جزء من العملية السياسية، ولكنه لا تناقض بين الاسلام والديمقراطية. وبين محدثنا ان كلمة الشيخ راشد الغنوشي جاءت بتعزز هذا التقارب حين شدد رئيسها على أن النهضة جزء من الدولة وعلى ابنائها ان يذودوا على دولتهم التي ليس لهم سواها، كما عدد رموز الاصلاح في تونس منذ خير الدين ومنصف باي وصولا الى الحبيب بورقيبة، مؤكدا في فقرة مهمة من خطابه على المصالحة الوطنية الشاملة التي لا تعني تبييض الفساد أو تبرئة من ارتكبوا جرائم، بل اعتبر الغنوشي ان هذه الفترة هي فترة المصالحات الكبرى في تونس وفي بقية الاقطار العربية. واضاف في سياق متصل ” يمكنني أن اسجل أيضا الحفاوة الكبيرة جدا التي حظي بها رئيس الجمهورية حين دخل قاعة المؤتمر ومن خلال التصفيق المستمر والزغاريد التي صاحبت أغلب ردهات الخطاب المقتضب، وبيدوا ان هذه الرسالة في المصالحة وفي تغيير حلفاء حركة النهضة يعزوها غياب شخصيات أخرى كانت قريبة من النهضة مثل الرئيس السابق المنصف المرزوقي وقيادات حزبه الجديد، وكذلك قيادات كانت معروفة في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية.