محمد القوماني: لم نحاول استمالة نواب تونسيين ومصداقية الغنوشي لا تتأثر بالفرقعات الإعلامية

القدس العربي في 18 فيفري 2017

تونس – «القدس العربي»: قلّل عضو المكتب السياسي لحركة «النهضة» التونسية محمد القوماني من أهمية تصريحات لرئيس حزب «الانفتاح والوفاء» البحري الجلاصي اعتبرها البعض «مسيئة» لرئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي، مشيراً إلى أنها تندرج ضمن «الفرقعات الإعلامية» التي يصطنعها البعض وتستهدف عدداً من الرموز الوطنية و«النهضة تمتلك حق مقاضاة الجلاصي في حال قررت ذلك».
كما عبّر عن استغرابه من استقبال الرئيس الباجي قائد السبسي للجنرال السابق الحبيب عمار والذي قال إنه متهم بإهانة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة «الذي يكنّ له قائد السبسي احتراماً كبيراً»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يسيء» لصورة الرئيس التونسي ويشكل استفزازا لمشاعر مناضلي حقوق الإنسان قبل الثورة.
وكان رئيس حزب «الانفتاح والوفاء» البحري الجلاصي أكد في لقاء تلفزيوني أن رئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي كلّفه بعد انتخابات «المجلس الوطني التأسيسي» التي جرت في 2011 باستمالة نواب حزب «العريضة الشعبية (26 نائبا)، وكذلك بالإطاحة برئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي مقابل حصوله على ثلاث حقائب وزارية وعدد من السفراء، مستشهدا بصورة جمعته بالغنوشي بعد انتخابات 2011.
وقال القوماني في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «البحري الجلاصي شخصية غير موثوق بها، سواء في برامجه الانتخابية التي أثارت تهمكا لدى التونسيين بسبب مبالغته في الوعود الخيالية وهو صاحب برنامج «الخبزة بمئة مليم»، كما أنه لم يُعرف بجدية في خطاباته السياسية وكان في أغلب حضوره الإعلامي مثيرا للجدل، وما ادّعاه في حق رئيس حركة النهضة في حضوره التلفزي الأخير هو كلام عار من الصحة تماما، وهو لم يستند فيه لحجج مقنعة ومجرد استحضار صورة مع الشيخ راشد الغنوشي لا تعني شيئا، لأن رئيس حركة النهضة يزوره الجميع وهو يستقبل ضيوفه مهما كاونوا ويتيح لهم التقاط صور معه، ومصداقية الغنوشي لا يمكن أن تهتز بادعاءاته مثل هذه التي مضى على سياقها زمن طويل، ولو كانت ذات مصداقية لقالها في وقتها، ولذلك نحن لا نعير اهتماما كبيرا لهذه التصريحات، ونلوم من يحضرون أشخاصا من هذا النوع للتشويش على المشهد السياسي واستهداف رموز وطنية مثل الشيخ راشد الغنوشي».
وحول إمكانية لجوء الحركة لمقاضاة الجلاصي بعد اتهامها بمحاولة «شراء ذمم» بعض النواب، قال القوماني «الحركة لم تنظر رسميا في هذه الادعاءات إلى حد الآن، ونحن نعتقد أنها جزء من فرقعات إعلامية عديدة يصطنعها البعض، وعادة ما يكون الشيخ راشد الغنوشي ضحية لهذه التصريحات غير المسؤولة، ولكن يظل حق التقاضي للغنوشي والحركة مكفولا في حال قررا المضي في هذا الاتجاه».
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي استقبل قبل أيام الجنرال السابق الحبيب عمّار (مهندس انقلاب بن علي على بورقيبة)، وأثار هذا الأمر موجة من الانتقادات والجدل داخل الأروقة السياسية التونسية، حيث اعتبر البعض أنها محاولة لتكريم أحد أبرز رموز النظام السابق وتحصينه من المحاكمة في ظل وجود تهم عدة ضده تتعلق بالتعذيب وخرق القانون.
وعلّق القوماني على ذلك بقوله «استقبال رئيس الجمهورية لشخصية مطلوبة من القضاء ومتهمة بجرائم التعذيب وكانت متخفية في الفترة السابقة، كان أمراً مفاجئاً خاصة أن الحبيب عمار ضليع في انقلاب 7 نوفمبر (تشرين الثاني) ضد الرئيس الحبيب بورقيبة وتسبب في إهانة بورقيبة يوم 7 نوفمبر، والباجي قائد السبسي تجمعه علاقة شخصية خاصة بالزعيم الحبيب بورقيبة وهو يُكنّ له احتراما كبيرا، ولذلك نحن استغربنا من هذه المقابلة التي استفزّت مشاعر مناضلي حقوق الإنسان قبل الثورة، ونحن نقدّر أن الرئيس حرّ في استقبال من يشاء ولكن مثل هذا النوع من المقابلات يسيء للرئيس وليس العكس».
وكان حزب «التحرير» الإسلامي جدّد مؤخراً دعوته إلى تغيير النظام السياسي في تونس، وإقامة دولة جديدة تطبق «الشريعة الإسلامية»، ملمحاً إلى غياب مفهوم الدولة في البلاد.
وقال القوماني «حزب التحرير معروف بمواقفه التي مضى عليها زمن طويل ولم تتغير، وهو يردد الكثير من المطالب والمواقف خاصة في ما يتعلق بما يسمّى «نظام الخلافة» وليس هذا بالحدث الذي يثير الاهتمام، بل هو مجرد مواقف فكرية وإيديولوجية لحزب التحرير ولن يكون لها أي تأثير على الواقع، خاصة أن هذا الحزب من شعاراته الأساسية إقامة ما يسمّيه «نظام الخلافة» (كما أسلفت) وهو في خلاف مع الدولة التونسية بخصوص أنشطته الحزبية».

حسن سلمان

مشاركة
    Avatar for محمد قوماني
    Avatar for محمد قوماني
    2 Comments
    Avatar for محمد قوماني
    لماذا لا يخضع جميع السياسيين إلى تقييم و نقد موضوعي يعترف بمقتضاه الجميع بأخطائهم خاصة في مرحلة ما بعد الثورة , ربما يكون ذلك خطوة في إتجاه إستعادة ثقة عموم الناس؟ الوضع كارثي صديقي العزيز و هذا سيكون له تأثير سلبي على الإستحقاقات الإنتخابية القادمة بإعتبار أن البعد الإجتماعي شبه مغيب في توجهات الأحزاب الحاكمة مجرد كلام نقراه في اوراق البرامج فقط و على ارض الواقع لا شيء تحقق ,,, و هذا تتحمل مسؤوليته النهضة و غيرها لأن وعدت و خالفت وعدها ,,, مع تحيات محمد الطرابلسي نسأل الله أن نلتقي بك قريبا
    %d مدونون معجبون بهذه: