محمد القوماني ل”الصريح”: أنا انضممت للنهضة الجديدة

 

تونس-الصريح 17 أكتوبر 2016:محمد عبد المؤمن

 

بالنسبة للنهضة فان الحركة بعد مؤتمرها العاشر غير الحركة  ما قبله  وهذا التوجه  سار فيه عديد المحللين  بمعنى  ان القرارات التي اتخذت وخاصة ما اعتبر فصلا للدعوي عن السياسي  مثل نقلة نوعية فتحت المجال  للسير في مسلك سياسي جديد  كانت نقطة انطلاقه ما عرف بلقاء باريس بين الغنوشي وقائد السبسي .

المرحلة الثانية من هذا الخيار كانت فتح أبواب الحركة ومؤسساتها لشخصيات أخرى  لم تكن محسوبة عليها تاريخيا على غرار بلقاسم حسن أو أنها إسلامية التوجه ولكنها اتخذت طريقا آخر سماه البعض بالإسلام التقدمي بل اعتبره البعض إسلاما يساريا  .

هذه المرحلة أردنا ان نتعرض لها مع شخصية انضمت للنهضة حديثا هي محمد القوماني  التي تم اختيارها كعضو في المكتب السياسي وهي شخصية بدأت مع الحزب اديمقراطي التقدمي ثم مع حزب جديد هو الإصلاح والتنمية لكن وبصورة يمكن أن نعتبرها فجئية يتم  الانتماء للنهضة لا كعضوية فقط بل في احد أهم مؤسساتها.

لماذا هذا الانضمام وهل هو مؤشر كونه حكم أن النهضة تغيرت  ولم تعد ذلك الحزب الموسوم بكونه إسلامي ووليد الاتجاه الإسلامي بما له من روافد اخوانية وحركية .

 

&انضمامك لحركة النهضة لماذا الآن ؟

-الانضمام لحركة النهضة جاء في هذا التوقيت تطبيقا لتوجهات مؤتمرها العاشر الذي عقد منذ أشهر قليلة والذي اقر انفتاح الحركة على قادة الرأي وعلى النخب التونسية المختلفة رغبة من النهضة في أن تتحول إلى حزب وطني يتموقع في الوسط الاجتماعي التونسي  العريض ويعبر بالطبع عن التونسيين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم وأيضا جاء نتيجة اتصال تم مع الحركة ذاتها في هذا الاتجاه .

&هل كنت تتوقع هذا العرض؟

-القبول بالانضمام جاء بعد تفكير وبعد وقت من الحوارات والاستفسارات وقد تزامن ذلك مع تشكيل المكتب السياسي  الجديد على غرار بقية هيئات الحركة بعد المؤتمر .

&قلت في تصريح  او هو نسب لك  بكون الانضمام جاء بعد دعوة من رئيس الحركة راشد الغنوشي لو تضع لنا هذا التوضيح في إطاره؟

-نعم مبادرة الانضمام جاءت من قبل رئيس حركة النضهة الشيخ راشد الغنوشي  الذي طلبني في لقاء وعرض علي فكرة الانضمام  للنهضة الجديدة كما اسميها ضمن توجهات المؤتمر العاشر ورئيس الحركة بذلك كان يطبق توجهات المؤتمر بعد ذلك أخذت مهلة من التفكير ثم تجاوبت ايجابيا لأنني من جهتي ادعم هذه التوجهات الجديدة وأريد أن أساهم في إنجاحها خاصة فيما يتعلق بالتوجهات السياسية نحو تخصص الحركة كحزب سياسي والقطع مع الشمولية لتي صبغتها وصبغت كل الأحزاب التونسية في مرحلة الاستقلال .

الأمر الثاني أن توجهات النهضة الجديدة تتفق مع مطالب التونسيين حاليا في التنمية وفي ترسيخ الديمقراطية وأيضا في تثبيت خيار التوافق الوطني والتنافس ضمن مشروع مشترك يقوم على دعم الوحدة الوطنية واستكمال مؤسسات الجمهورية التي نص عليها الدستور وخاصة  في الفصل السابع أي تكريس السلطة المحلية بالتالي فانا أرى نفسي معني بهذه التوجهات الجديدة لحركة النهضة .

&لكن أيضا اختيار النهضة له جانب آخر يتعلق بمكانة هذه الحركة في المشهد السياسي؟

-بالتأكيد فانا نفسي استفيد من مكانة النهضة  هذه الحركة التي يبلغ عمرها أربعة عقود  وأيضا أنا أحاول أن افيد من خبرتي في المجال العام والتي استمرت أكثر من ثلاثة عقود حتى ننفع البلاد والعباد.

&قلت انك أخذت مدة للتفكير فهل يعني هذا أن هناك أشياء جعلتك تتردد؟

-أخذت مدة للتفكير لأنني كنت قد غادرت العمل السياسي الحزبي منذ عام ونصف  حينما قررت اللجنة المركزية لحزب الإصلاح والتنمية الذي كنت أترأسه  إنهاء هذه التجربة وحل الحزب لنفسه بعد أن قيمنا تجربة انتخابات 2014 وأدركنا أن الأحزاب الصغيرة لم تعد قادرة على المنافسة.  الأمر الثاني أنني اخترت أن أعود إلى الكتابة ونشاطي كمثقف كما كنت في الثمانينات وأبقى مستقلا وخلال هذه الفترة أصدرت كتابي الأول وهو” ما بعد العوملة والاسلمة” في 2016لكن اقتراح الشيخ راشد الغنوشي اعاد لي حيرة هل اعود للعمل الحزبي ام لا وضمن اي اطار كما اخذت فرصة للتاكد من التوجهات الجديدة لحركة النهضة .ضمن هذا الاطار قدرت ان العمل ضمن حزب مشارك في الحكم سيعين اكثر على فهم اكثر للدولة وعلى انضاج التحليل والتفكير السياسي . الأمر الثاني أنني وقد قمت بمسيرة طويلة في الحزب الديمقراطي التقدمي ومواقع اخرى فان المرحلة الحالية والظروف التي تمر بها البلاد لم يعد يتماشى معها خيار الفرجة او المتابعة عن بعد وانما الدخول في المعمعة والمشاركة في العمل النضالي  في الاحزاب السياسية.

&اكيد انك خلال فترة النقاش والحوار لاتخاذ القرار تعرضت لمسالة  التحالف مع نداء تونس وهل هو فعلا تحالف ام تنازلات ؟

&بالتاكيد فانا اعتبر ان ما يسمى بالوفاق او التوافق الوطني هو خيار اتخذته حركة النهضة بعد الازمة السياسية التي مرت بها البلاد اثر اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي  وايضا اثر عملية استقطابية ايديولوجية وسياسية كانت اطراف داخلية خارجية تريد استغلالها لإجهاض مسار الثورة التونسية على غرار ما حصل في بلدان عربية اخرى هذا الخيار الذي انطلق في اللقاء المشهور بين الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي  في باريس وتحول تدريجيا الى نوع من الخيار البعيد المدى في ان المرحلة الانتقالية  تستوجب تنافسا وهذا حصل في الانتخابات الاخيرة ولكنه ايضا يستوجب التوافق الادنى على ان تونس تحتاج في هذه المرحلة ألا تحكم من حزب واحد وانما تحكم بوفاق وطني .

&وهل انت مقتنع بهذا التحالف؟

-انا مقتنع بهذا المسار ونعمل على ان يتحول هذا التوافق من بين الشيخين كما يقال عادة الى توافق بين مؤسسات حزبية ثم ان ينتقل من توافق بين النهضة والنداء او الاسلاميين والدستوريين الى وفاق يشمل اليسار والعروبيين واهم العائلات الفكرية والسياسية لان هذا ضروري وانا قناعتي الشخصية ان التنافس في تونس يجب ان يكون ضمن مشروع وطني مشترك نتفق على معالمه ونتنافس في تفاصيله.

&لست انت فقط من انضم للنهضة فهناك شخصيات اخرى منها من كان محسوبا على اقصى اليسار سابقا .هل سيكون لكم دور في انهاء هذا الصراع الذي صار مزمنا بين النهضة وأقصى اليسار ؟

-انضمامي الشخصي وانضمام شخصيات اخرى خاصة بلقاسم حسن الذي له مسار يساري بالاساس الذي انطلق في نضاله من الحزب الشيوعي التونسي  مرورا بتجارب اخرى وعلاقتي الشخصية بالوسط الديمقراطي واليسار على وجه الخصوص من خلال نضالنا المشترك في الرابطة التونسية لحقوق الانسان والمحطات النضالية التي جمعتنا في مرحلة الاستبداد وايضا علاقاتي الشخصية المتطورة مع كثير قيادات هذه الاحزاب  سنعمل للاستفادة منها في ان نخفض التشنج السياسي والايديولوجي القائم وان نتوصل  الى تحسين هذه العلاقة والارتقاء بها الى نوع من الوافق الوطني العريض الذي لا يلغي الاختلاف ولا يلغي التنافس.

&هل هناك مبادرة في هذا الاتجاه و تحركا ما ام هي مجرد نوايا؟

-هو قرارا واتجاه وبرنامج عمل المكتب السياسي الجديد الذي ينص على هذا بشكل واضح.

&العلاقة مع حراك تونس والرئيس السابق المنصف المرزوقي فيها توتر حاليا مع النهضة  هل ستحاولون امتصاصه ؟

-التوتر والتشنج في العلاقات بين الاحزاب لا يخدم الاجندا الوطنية وأحيانا يشوش على الجوهر بسبب قضايا عرضية وايضا نقدر ان التوتر احيانا هو نتيجة امزجة بعض الاشخاص في هذا الحزب أو في ذاك لكن حركة النهضة ترجح الرصانة وعدم رد الفعل بل حتى مع التصريحات التي يكون فيها بعض الحيف في حق الحركة فننا نبقي يدنا مفتوحة لجميع الشركاء الوطنيين لنبني فعلا حياة ديمقراطية تحفظ قواعد التنافس وتحترم نتائج الانتخابات ولكن ايضا لا تستبعد العمل المشترك ضمن المشروع الوطني .

&النهضة وهذا أعلن صراحة في بيان تتحدث عن حملة تشويه ضدها وهناك من اتهم شق في النداء هل ترى ان هذا موجود ام لا؟

-النهضة لا تتهم شقا في نداء تونس وانما النهضة تنبه الى ان بعض الاطراف سواء السياسية او الاعلامية واحيانا حتى الخارجية  ليست مرتاحة لهذا التوافق الموجود في تونس وخاصة بهذا الانسجام الموجود بين رئيس الجمهورية ورئيس حركة النهضة باعتبارها من اهم الاحزاب السياسية التونسية ولاحظنا نوع من محاولات النيل من هذه العلاقة احيانا بافتعال اكاذيب او بالتحريض من هذه الجهة او من تلك وحركة النهضة متفطنة لهذا الامر وترى ان خياراتها لا تتاثر بهذا التشويش وهذه الاثارات لكنها في نفس الوقت تريد ان تقول بأنها منخرطة ومنظمّة ضمن ما سماها رئيس الحركة مؤخرا خيار التوافق والادماج في مواجهة خيار الاستئصال وربما المواجهة الذي تعتمده جهات في اقصى اليمين او اقصى اليسار .

&اكيد انك سمعت ماقاله الصافي سعيد كون رئيس الجمهورية يعد يوسف الشاهد لخلافته؟

-انا بصراحة لم استمع بالتفصيل لما قاله الصافي سعيد لكن هناك فرق بين المعلومات وبين التحليل اما ما قيل حول اعداد الشاهد لمحطات سياسية قادمة فقد جاء ضمن تحليل اما توظيف معلومات غير مؤكدة او انها عارية من الصحة فهذا من شأنه ان يربك المشهد السياسي ولا يخدم حق التونسيين في المعلومة الصحيحة وفي حسن قراءة المشهد القادم لكن بصفة عامة من حق كل فاعل سياسي ان يتطلع ضمن الآليات المشروعة للتنافس السياسي إلى أي مناصب في الدولة وأي استحقاقات تؤدي إليها الانتخابات.

 

Affichage de Document-page-001.jpg en cours...

مشاركة
    0 Comments

    No Comment.

    %d مدونون معجبون بهذه: