شهادة نعتزّ بها
سُعدت كثيرا بحضور الصديق العزيز الدكتور زهير بن يوسف جلسة مناقشة رسالتي للماجستير صباح السبت 06 ديسمبر 2025. وهو من تمتدّ صداقته لأكثر من 40 سنة. تابع مسيرتي العلمية المتقلّبة، مذ كنت تلميذا في شعبة الرياضيات تقنية بالمعهد المختلط بباجة. ثم حصلت على الباكالوريا ٱداب. واستشرته في التوجيه الجامعي. واخترتُ شعبة التاريخ. لكن حصلت تطوّرات جعلتني أعيد التوجيه إلى كلية الشريعة وأصول الدين، التي حصلت فيها على الأستاذية، واطلع زهير على بحثي للتأهل للدراسة بالمرحلة الثالثة نهاية ثمانينيات القرن المنقضي، لكنّ سياقات خاصة وتعسّف أشخاص، حالت مرة أخرى دون الاستمرار.
لم تنقطع علاقتي بالصديق زهير حفظه الله تعالى. وجمعنا محطات كثيرة. وقد وافاني على الخاص بهذه الرسالة، بعد حضور المناقشة، فاستأذنته في نشرها، لما قدّرت فيها من شهادة تتجاوز شخصي.
***
أهلا صديقي الموقّر محمد. حرصت على ألاّ أخلف هذا الموعد لأسباب عديدة منها ما هو ذاتي ومنها ما هو موضوعي. حرصت على الحضور بشهود وذاكرة: شهود مناقشة لرسالة ماجستير يناقشها صاحبها بالفعل آنيا، بَيْدَ أنّه كان قد أنجزها ولكن دون أن يسمح له بإيداعها ومناقشتها بقرار تعسّفي وذلك منذ عقود مضت، كان حضوري من هذا الموقع إذن ضروريا.
وحرصت أيضا على الحضور لمعرفتي الدقيقة بالكفايات العلمية والمنهجية العالية والأخلاق الأكاديمية الفذة التي عرفناها منذ أزيد من عقدين في الأستاذة المشرفة السيدة الفاضلة بثينة الجلاصي، وقد وفّت وشفت، إشرافا ومرافعة. وقد كنت بحاجة أيضا إلى الاستماع إلى الأستاذ عبد السلام حمدي الذي لم أعرفه إلاّ منذ قرابة عامين وقد كان لزاما عليّ أن استمع إليه حتى أراه. وقد أصغيت بانتباه لملاحظاته واستمتعت ولا أجازف أنه كانت لي بالإصغاء إليه نشوتان، حيث أغدق منهجيا ومعرفيا بما يتسامق إلى مستوى مناقشة الأطروحات وليس المذكرات والرسائل. أمّا رئيس اللجنة، السيد نور الدين الجلاصي، فقد أضفى على الجلسة أريحية. وعلى انزياحه أحيانا منهجيا وحتى معرفيا، عن مقتضيات مناقشة صلب الإشكالية التي طرحها الباحث وعدوله عنها إلى استطرادات غلب عليها الطابع السجالي والمذهبي، أبان هو الآخر عن قدرات معرفية، ولا سيما في علم الحديث، فذّة. والأهمّ من كل هذا وذاك هو طبيعة الحضور الذي كان للباحث عرضا ومرافعة.
منتهى القول أنّي خرجت بانطباع إيجابي جدّا عن المعهد العالي للحضارة الإسلامية وعن جانب مهم من أساتذته خريجي كليات الآداب والعلوم الإنسانية أساسا وعن مهارات خريجيه وطلبته. كانت سانحة فريدة لمصافحة أفذاذ من الأصدقاء والزملاء، وتجديد اللقاء معكم. لقاء لم يخرج أبدا عن الهموم الثقافية والأكاديمية. هذه باكورة أكاديمية أولى واعدة إن شاء الله بقرابين أخرى. والعاقبة للدكتوراه. خالص مودتي.
وفي تعليق له على هذه التدوينة كتب أ. د فتحي القاسمي:
بوركت دكتور زهير على هذا البوح الصادق والشهادة متعددة الأبعاد بعدها الأول محوره الأستاذ محمد القوماني الذي أبهر الجميع بتقديمه المنهجي والدقيق وتعقيبه الرشيق وقد همست له بأن رسالته كانت بطعم الدكتوراه وقد شدت الحاضرين سلاسته اللغوية ومنطقه الحجاجي ولطيف ردوده وقد عرفته منذ سبعينات القرن الماضي في منتدى الجاحظ نشيطا ومحاضرا وصديقا للجميع وكم تمنيت لولم يتعرض إلى التثبيط والعرقلة من طرف النفوس المريضة لأن ذلك حال منذ سنوات خلت دون مناقشته للماجستير ثم اعداده لأطروحة الدكتوراه…من الطريف أن سي محمد كان أكثر الطلبة حضورا في دروس الماجستير ، ومساعدة لزملائه وزميلاته وهي شيم تكاد تنقرض في جامعتنا…البعد الثاني يتجسم في لجنة المناقشة التي أثنى عليها الأستاذ زهير وأمعن الأستاذ القوماني في شكرها والاعتراف لها بالفضل وخصوصا الدكتورة الدرمعية(خريجة دار المعلمين العليا)بثينة الجلاصي رئيسة قسم الحضارة بالمعهد العالي للحضارة الإسلامية التي أشرفت على هذه الرسالة العلامة باقتدار وعناية مكثفة …البعد الثالث أشار اليه د.زهير وهو تميز المعهد العالي للحضارة الإسلامية الذي نوقشت في رحابه رسالة الأستاذ القوماني بتنوع الخبرات فيه ووجود جم من خريجي العلوم الإنسانية الذين يعملون جنبا إلى جنب مع أساتذة شعب القران والحديث والفقه في معهد الحضارة والأمل يحدوهم لجعل هذا المعهد قبلة القصاد ومنارة معرفية تراهن على تكريس الجودة والفرادة والتميز وأعتقد أن رسالة سي القوماني خير فاتحة لذلك.لقد سعدت بالحضور في هذه المناقشة التي امتلأ فيها المدرج بجميع الأطياف السياسية والفكرية تقريبا في تونس وعمت فوائدها كل الحاضرين…
https://www.facebook.com/goumani.mohamed