تقديم كتاب “ما بعد العلمنة والأسلمة” بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات- تونس.
ما بعد العلمنة والأسلمة: مقاربات في الثورة والإسلام والحداثة
الإثنين 27 جوان 2016
نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات- تونس في إطار نشاطه العلمي والثقافي (كتاب وقضية) يوم الاثنين 27 جوان 2016 في الساعة العاشرة ليلا لقاء مع الدكتور محمد القوماني لتقديم كتابه “ما بعد العلمنة والأسلمة:مقاربات في الثورة والإسلام و الحداثة”.
قدم الكتاب الأستاذ صلاح الدين الجورشي الذي اعتبر أن الكتاب يطرح قضايا حضارية وفكرية وسياسية لازالت عالقة أو لم تجد إجابات جديدة ومتفاعلة مع مكتسبات الحداثة والمعاصرة. وأنه يتضمن رهانات تاريخية في السياق الثقافي والسياسي الذي تمر به المنطقة العربية وتونس تحديدا. ويصدر وهو مشحون بعديد الأسئلة والمراجعات والنقد،وان المؤلف يتناول أو يقدم حلولا عن الاستقطاب الحاد الذي هيمن على الساحة التونسية بين دعاة الأسلمة ودعاة العلمنة، ويسعى إلى تجاوز هذه الثنائية أو على الأقل رسم مقدمات لذلك.
ويحرص على تفعيل مفاهيم المراجعات والنقد في فضاء الإسلاميين واستحضار شبكة ناجعة من المفاهيم مثل الوعي التاريخي ومركزية العقل ومطالب التنوير والإصلاح الديني، هذه المفاهيم حيوية بشكل مضاعف لأنها صادرة من أحد الإسلاميين.
تبرز خصوبة الكتاب في منسوب الأسئلة التي يطرحها وطبيعتها، وثقافة النقد المنشرة في مضمونه، والإشارات الخاصة بجدوى المراجعات، مساهمة في تهوئة وتحريك الفضاء الإسلامي العام الذي انغمس في السياسي اليومي وفي استحقاقات الثورة بإيقاعات مختلفة، معتبرا أن الفكر هو “الابن الضال” أو المنسي.
إن الخيط الاشكالي للمؤلف ليس الانخراط في ثقافة تحقيق الديمقراطية والتخلص من الاستبداد السياسي فحسب، بل فتح المجالات للتحرر من استبداد الماضي وهيمنة الأموات على الأحياء وطغيان التراث على التجديد، إنها قضايا قديمة بشكل ما ولكنها جديدة ونحتاج إلى استئناف التفكير في ماهيتها، لأنها حاجيات تاريخية وأسئلة حضارية لم تتم الاستجابة إليها ولا الإجابة عليها.
تتجلى أهمية أسئلة الكتاب في مناخ ساد فيه الفكر الخرافي والتكفيري والإرهابي، وغاب فيه الحوار والنقاش وهيمن فيه التفجير بدل التفكير وثقافة الموت عوض ثقافة الحياة. ويتطلع بمنهجيته المبسطة إلى اختراق الأفهام المنحرفة لإسلام متشدد ومفاهيم بالية وآليات تفكير متحجرة في تمثل الواقع والنظر للعالم وللإنسان، امتدت حتى إلى الصور القديمة في الإكساء واللباس، حيث يتم استعادتها بشكل استعراضي. إن واقعنا الحالي بمشكلاته وتعقيداته في حاجة إلى رجات وزخات قوية من النقد من أجل تطهير الإسلام من الداعشية الفكرية والوجدانية.